"كمّ مرّة؟" سؤالٌ فضوليٌّ يستفز القارئ من بعيد، فيسأل: ما الذي يسألون عنه "كم مرة"؟ ماذا يمكن أن يكون هذا الأمر؟ ولماذا يتكرر؟ وكم مرة يتكرر؟! وما أن تشرع في القراءة حتى تعرف الإجابة، وتعرف ما الذي يتحدث عنه الكتاب.
إنها كلمة "الحمد لله" الكلمة التي نرددها دائمًا وفي كل آنٍ وأوان. في أفراحنا وفي أحزاننا.
فنرى في القصة مواقفًا عاديّةً وأخرى استثنائية يُقدم فيها للطفل مفهوم "الحمد لله" الواسع الكبير الذي يكبر ويكبر ليشمل كل شيء: الأب وهو يقول الحمد لله على غياب الشتاء ومجيء الربيع، والأم تحمد الله أن ابنها كبر وصار عمره أربع سنوات، وهكذا تتناقل صفحات القصة من موقفٍ إلى آخر، ومن حدثٍ إلى آخر، سعيدٍ وحزينٍ، وقد جمعت كل هذه المواقف والأحداث كلمة عميقة شفافة تخفق بها القلوب الصغيرة والكبيرة "الحمدُ لله".
تطرح هذه القصة جانبًا واقعيًا متأصلًا في ثقافتنا ومجتمعنا الإسلاميّ. وفي هذا الوقت العصيب تحديدًا، حيثُ القلوب المتعبة كثيرة في كل مكان. والصغار والكبار في حالة من الإجهاد والتعب والملل من الحجر المنزليّ والتبدّل السريع للأحوال. إلا أننا نصرُّ في كلّ أيامنا، ورغمًا عن كل الظروف أن نقول "الحمدُ لله". نقولها بقلوبنا قبل ألسنتنا.
الحمد لله دائمًا وأبدًا.