ان يتقن القائد استخدام أسلحةٍ كثيرة فهذا ميزة له، وكثيرون هكذا
أمّا أن يكون مجرّد اسمه سلاحاً يرهب الأعداء فهذا هو “باربروسّا”!
القائد المسلم القادم من جزيرة لسبوس اليونانيّة..
قبطان البحر الأبيض على امتداده، بل على امتداد التّاريخ أيضاً!
خليفةُ أخيه عرّوج سيّد الجهاد البحريّ..
قاهرُ قوّاتِ شارلكان مرة بعد مرة، رافعاً بذلك يد الظّلم عن ليلٍ طويل..
بين أمواج ذلك البحر، وعلى صفحات تاريخٍ مجيد، ستبقى رايةُ باربروسّا تصافح راية السّلطان سليمٍ الأوّل العثمانيّ، تحكي قصّة الخير والشّرف على امتداد الزّمان..
وتخبر الدّنيا أن الحقّ باقٍ ما دام الزّمان، وأنّ الشرّ مهما اشتدّ فإلى زوال…
هو “خضر بن يعقوب”، لقبه “خير الدين باشا. وُلِد في جزيرة “ليسبوس” اليونانية، وكان والده انكشاريًا (الانكشارية فرقة من جنود المشاة العثمانية عُرِفت بالقوة وشدّة البأس) من فاردار، وكانت والدته “كاتالينا” مسيحية (أرملة قس)، وله أربعة إخوة أكبر منه هم إسحاق، وعروج، وإلياس، ومحمد.
كان عرّوج وأخوه بربروس مسيحيّين ثمّ هداهما الله للإسلام، ودخلا في خدمة السلطان “محمد الحفصي” في تونس، إذ كانا يعترضان السفن النصرانية ويأخذان ما فيها ويبيعان ركّابها وملّاحيها رقيقًا، وارسلا إلى السلطان العثماني “سليم الأول” سفينة حصلا عليها، فقبلها السلطان وأجزل لهما العطاء.